فقدت الكرة المصرية واحدًا من أبرز مدربيها، إيهاب جلال، الذي وافته المنية بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة. المدرب الكبير والمدير الفني السابق لنادي الإسماعيلي ومنتخب مصر، تعرض لجلطة دماغية أدت إلى نقله للمستشفى في 1 سبتمبر 2024، حيث فارق الحياة في وقت لاحق.
من هو إيهاب جلال؟
إيهاب جلال، الذي ولد عام 1967، كان من أبرز الشخصيات التدريبية في الكرة المصرية. بدأ مسيرته كلاعب، لكنه اشتهر أكثر بكونه مدربًا محنكًا وصاحب أسلوب تكتيكي متفرد. خلال مشواره، تولى تدريب العديد من الأندية، بما في ذلك مصر المقاصة، والزمالك، والإسماعيلي، وقدم أداءً متميزًا وضعه في مصاف المدربين الأكثر احترامًا في مصر.
محطات بارزة في مسيرة إيهاب جلال
إيهاب جلال اشتهر بقيادة فرق مثل مصر المقاصة إلى نجاحات غير مسبوقة، حيث قاد الفريق إلى المركز الثاني في الدوري المصري الممتاز، ليضمن مشاركة الفريق في دوري أبطال إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه. كما ساهم في اكتشاف العديد من المواهب مثل حسين الشحات وأحمد الشيخ، اللذين أصبحا من أعمدة الكرة المصرية.
وفاة إيهاب جلال.. صدمة لعشاق الكرة المصرية
خبر وفاة إيهاب جلال شكل صدمة كبيرة لعشاق الكرة المصرية وللرياضيين في مصر. أعلن النادي الإسماعيلي في بيان رسمي عن وفاة جلال، واصفًا إياه بأنه "ابن غالٍ" من أبناء النادي. كانت الجماهير تعتبره منقذًا للفريق بعدما ساهم في إنقاذه من الهبوط أكثر من مرة، مما جعله يحظى بحب واحترام الجميع.
أسباب وفاة إيهاب جلال
تعرض إيهاب جلال لجلطة دماغية، وهو ما تسبب في وفاته. الجلطة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة. وفقًا للأطباء، فإن التدخل الطبي الفوري في مثل هذه الحالات قد ينقذ الحياة، ولكن في حالة جلال كانت الأزمة الصحية شديدة ولم يتمكن الأطباء من إنقاذه.
معاناة إيهاب جلال خلال مسيرته التدريبية
كشف حمد إبراهيم، المدرب المساعد للراحل إيهاب جلال في النادي الإسماعيلي، عن معاناة المدرب الراحل خلال مسيرته، خاصة في فترة توليه تدريب منتخب مصر. وقال حمد إبراهيم في تصريحات خاصة لقناة "صدى البلد":
"استفدت كثيرًا وتعلمت من إيهاب جلال سواء داخل الملعب أو خارجه، لقد كانت رحلة عمل بيننا استمرت 15 عامًا، وكان خلالها يجيد التعامل مع اللاعبين نفسيًا."
وأضاف:
"له فضل كبير عليّ، ولا أستطيع أن أمنحه حقه الذي يستحقه، فقد كان مدربًا وإنسانًا رائعًا."
وأكد إبراهيم أن جلال كان دائمًا متسامحًا مع أي تجاوزات أو ضغوط تعرض لها خلال مسيرته، قائلاً:
"كان دائمًا يقول لي (ربنا هيجيب حقي)، رغم الظلم الكبير الذي تعرض له، إلا أنه لم يكن يتحدث عن التفاصيل أو يشكو، بل كان دائمًا يتحلى بالصبر."
وأشار إبراهيم إلى أن جلال عانى بشدة خلال فترة قيادته للمنتخب المصري، قائلاً:
"ما تعرض له من قهر في تلك الفترة كان شديدًا للغاية، كان يواجه ضغوطًا وقهرًا لم يسبق له مثيل."
تشييع جنازة إيهاب جلال
من المقرر أن تُشيع جنازة إيهاب جلال يوم الخميس بعد صلاة الظهر من مسجد حسن الشربتلي في التجمع الخامس، فيما ستُقام مراسم العزاء يوم الجمعة المقبل بمسجد النزهة للقوات المسلحة. أعلن النادي الإسماعيلي عن هذه التفاصيل في بيان رسمي، ودعا فيه الجميع للمشاركة في وداع الراحل.
إرث إيهاب جلال في الكرة المصرية
إرث إيهاب جلال لا يقتصر على النجاحات التي حققها مع الأندية التي دربها، بل يتعدى ذلك إلى تأثيره الإيجابي على اللاعبين الذين دربهم. كان معروفًا بقدرته على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه، سواء على المستوى الفني أو النفسي. الكثير من اللاعبين وصفوه بالأب الروحي، حيث كان دائمًا قريبًا منهم، ويدعمهم داخل وخارج الملعب.
أثر وفاة إيهاب جلال على الوسط الرياضي
خبر وفاة إيهاب جلال ترك أثرًا كبيرًا في الوسط الرياضي. العديد من الأندية المصرية، ونجوم الكرة، وعلى رأسهم محمد صلاح لاعب ليفربول، حرصوا على تقديم التعازي في وفاة المدرب الكبير. كانت هناك إشادة واسعة بأخلاقه العالية واحترافيته، حيث يعتبره الكثيرون نموذجًا للمدرب الملتزم والقدوة في العمل.
تأثير إيهاب جلال على مستقبل التدريب في مصر
رحيل إيهاب جلال يمثل خسارة كبيرة ليس فقط لنادي الإسماعيلي، ولكن للكرة المصرية بشكل عام. كان يُعد نموذجًا يحتذى به للمدربين الوطنيين، وترك بصمة واضحة في تطوير اللاعبين وصقل المواهب. إرثه التدريبي سيظل حاضرًا للأجيال القادمة، وسيظل اسمه مرتبطًا بالنجاحات التي حققها خلال مسيرته الطويلة.